الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدعية وأذكار

أدعية وأذكار

أدعية وأذكار

هذه جملة من الأدعية والأذكار، جمعناها لك -أخي الحاج- بغية أن تستفيد منها في حجك وعمرتك، منها ما هو مختص بالحج في مواضع معينة منه، ومنها ما هو أدعية جامعة لا تختص بزمان أو مكان.

أدعية مأثورة في مواطن خاصة

1- دعاء المسافر لإخوانه المقيمين:

من السنة أن يدعو المقيم للمسافر قائلاً: (أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك ويجيبه المسافر بقوله: (أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه)، كما ثبت ذلك في سنن الترمذي من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

2- دعاء الركوب:

إذا ركب المسافر راحلته من دابة أو طائرة أو سيارة سن له أن يقول: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر، {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون} اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا ، واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل)، وإذا رجع قالهن وزاد فيهن: (آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون)، كما ثبت ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه مسلم. و(الوعثاء) المشقة والشدة، و(الكآبة) تغير النفس من حزن ونحوه.

3- التلبية:

التلبية التي لبى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هي: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)، وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يزيد (لبيك، لبيك وسعديك، والخير بيديك، لبيك والرغباء إليك والعمل) كما ثبت ذلك في "صحيح مسلم".

ومذهب جمهور العلماء جواز الزيادة على تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم لثبوتها عن الصحابة رضوان الله عليهم.

والسنة أن يجهر بها لما رواه الترمذي وغيره عن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الحج أفضل؟ فقال: (العج والثج) و(العج) رفع الصوت بالتلبية، و(الثج) نحر الهدي.

4- دعاء الطواف:

يستحب للمسلم أن يدعو الله بما شاء أثناء طوافه، فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك دعاء خاص سوى ما ورد: أنه كان يقرأ بين الركن اليماني والحجر الأسود {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} رواه أحمد وغيره، ولا بأس أن يتلو القرآن أثناء طوافه، وأن يثني على الله بأنواع الذكر، فإن المقام مقام تعظيم الله عز وجل وثناء عليه.

5- الدعاء عند شرب ماء زمزم:

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ماء زمزم لما شُرِب له) رواه أحمد، فيستحب للمسلم أن يتخير من الدعاء أعجبه عند شربه من هذا الماء المبارك، وكان ابن عباس رضي الله عنهما إذا شرب ماء زمزم قال: "اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاء من كل داء".

6- الدعاء عند صعود الصفا والمروة:

إذا شرع الحاج في السعي فإنه يبدأ بالصفا، وعند دنوه منه يقرأ قوله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله} (البقرة:158)، ويقول: "أبدأ بما بدأ الله به"، ثم يرقى على الصفا ويستقبل الكعبة ويقول: "لا إله إلا الله والله أكبر ثلاث مرات، ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده"، يكرر ذلك ثلاث مرات ويدعو بينها، ويفعل على المروة مثل فعله على الصفا، كما ثبت ذلك في "صحيح مسلم" عن جابر رضي الله عنه، ولا يكرر قوله: {إن الصفا والمروة من شعائر الله} أبدأ بما بدأ الله به.

7- الدعاء يوم عرفة:

ثبت عند الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، وفي رواية في "المسند": "كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه و سلم يوم عرفة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير).

فيستحب للمسلم أن يشغل وقته في هذا اليوم بالدعاء والتضرع إلى الله عز وجل، والإكثار من شهادة التوحيد بإخلاص وصدق.

وقد اخترنا لك -أخي الحاج- مجموعة من جوامع الدعاء لتشتغل بترديدها مع حضور قلب وفهم معنى، وصدق توجه إليه سبحانه.

أدعية جامعة من القرآن والسنة

أولاً: أدعية قرآنية:

- {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين} (البقرة:286).

- {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب} (آل عمران:8).

- {ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار * ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار * ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد} (آل عمران:192-194).

- {رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين} (النمل:19).

- {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما} (الفرقان:74).

- {رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين * واجعل لي لسان صدق في الآخرين * واجعلني من ورثة جنة النعيم} (الشعراء:83-85).

- {رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء * ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب} (إبراهيم:40-41).

ثانياً: أدعية من السنة:

- (اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمتُ منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمتُ منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيراً).

- (اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والهرم والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وضَلَع الدَّين -أي ثقله. والضَّلَع: الاعوجاج: أي يثقله حتى يميل صاحبه عن الاستواء والاعتدال- وغلبة الرجال).

- (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنيايَ التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر).

- (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم).

- (اللهم احفظني بالإسلام قائماً، واحفظني بالإسلام قاعداً، واحفظني بالإسلام راقداً، ولا تشمت بي عدواً ولا حاسداً، اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك، وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك).

- (اللهم أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك القصد في الفقر والغني، وأسألك نعيماً لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضى بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين).

- (اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا).

- (اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها).

- (رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى علي، رب اجعلني لك ذكَّاراً، لك شكَّاراً، لك رهَّاباً، لك مِطواعاً، لك مخبتاً، إليك أواهاً منيباً، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة صدري).

- (اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر وعذاب القبر، ومن شر فتنة الغنى، ومن شر فتنة الفقر، وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمأثم والمغرم).

- (اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع، ومن نفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع، وأعوذ بك من هؤلاء الأربع).

ونود أن نشير إلى أن باب الدعاء واسع، فللمسلم أن يدعو ربه بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، في أي وقت، وفي أي زمان، ولو كان دعاؤه بالعربية العامية أو بالأعجمية، فليس جهل المسلم بالعربية الفصيحة مانعاً له من دعاء الله عز وجل، والتضرع إليه، والله قريب من عباده الذاكرين، يجيب دعواهم ويسمع شكواهم، قال تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} (البقرة:186).

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة