كيف أتخلص من التردد والارتباك أمام الجمهور؟

2014-10-30 05:37:41 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ..

أشكركم كل الشكر على الموقع، والله يكثر من أمثالكم، ويعطيكم الصحة والعافية.

بدأ صوتي يتغير، وأختنق، وأعجز عن الكلام، وقلبي يدق بسرعة، صرت كثير التعب، اذكروا لي اسم علاج من الصيدلية، بحيث حين آكله يبدأ مفعوله، لأني أريد أن أتكلم أمام الحضور، ولا أحب أرتبك، وأشعر بخوف ودقات سريعة واختناق، لقد كرهت الدنيا.

أريد علاجا لا يكون له سلبية، قرأت عن علاج قبل 5 أشهر، ونسيت اسمه، وعلاج آخر آكله بالتدريج، ليخف لدي القلق والخوف والارتباك.

قد لا أستطيع وصف حالتي، فلا يعلم بحالي إلا الذي خلقني، جزاكم الله خيرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة لعلاج الخوف والارتباك أمام الجمهور: أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تفهم أن هذا الخوف ليس كله سيئًا، الخوف يحفز الإنسان، لأنه نوع من القلق الذي يجعل الجسم في حالة استعداد للمواجهة، لكن حين يزيد عن اللزوم هنا قد يؤدي إلى الارتباك.

أريدك أن تأخذ الأمر ببساطة جدًّا، ودائمًا ابدأ ببسم الله الرحمن الرحيم في كل أفعالك، واسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك، وافهم أن الذين سوف تخاطبهم هم بشر مثلك، بشر يأكلون ويشربون ويذهبون إلى دورات المياه ويمرضون ويموتون، مهما كان شأنهم.

هذا ليس استخفافًا بالناس أو تحقيرًا لهم، لا، إنما هو تفكير واقعي يجعل الإنسان يُقلل الهوَّة بينه وبين الآخرين.

الأمر الآخر: حضِّر نفسك تحضيرًا جيدًا، وما سوف تقدِّمه أمام الناس (مثلاً) حاول دائمًا أن تكرره لوحدك قبل أن تعرضه على الآخرين.

العلاج الدوائي: هنالك علاج إسعافي، بمعنى أنه سريع الفعالية، هذا العلاج يسمى (إندرال) ويسمى علميًا (بروبرالانول)، هذا يؤدي إلى شيء من تقليل الارتباك، لأنه يؤثر فسيولوجيًا على الجسم.

الإندرال يتم استعماله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً، ولا مانع أن تتناول عشرين مليجرامًا ساعتين قبل البرزنتيشن، أو إذا أردت أن تقدِّم موضوعًا معينًا.

البروبرالانول لا ينصح باستعماله بالنسبة للذين يعانون من حساسية في الصدر أو مرض الربو.

هذا العلاج هو العلاج الإسعافي، أما العلاج طويل الأمد فهنالك دواءان: الزيروكسات والذي يعرف علميًا باسم (باروكستين) أو الزولفت والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين) كلاهما أدوية جيدة، كلاهما أدوية ممتازة.

أنا أريدك أن تذهب وتقابل الطبيب، إذا لم تتمكن من مقابلة الطبيب النفسي قابل الطبيب العمومي – طبيب الرعاية الصحية الأولية – دعه يُجري لك الفحوصات العادية.

مهم جدًّا أن نعرف مستوى الدم، ووظائف الغدة الدرقية، هذا نوع من التحوط الطبي الذي يجب أن نبدأ به، وإن طلعت كلها سليمة – وإن شاءَ الله تعالى سوف تكون سليمة – هنا يمكن للطبيب أن يصف لك أحد الدواءين اللذين ذكرتهما لك.

هنالك أشياء أخرى مهمة جدًّا: على المدى البعيد لا بد أن تعرض نفسك لمصادر الخوف والارتباك، والصلاة مع الجماعة وجدناها أفضل الأشياء التي تقلل الخوف والرهبة الاجتماعية، وحبذا لو تقدَّمت الصفوف وكنت في الصف الأول وخلف الإمام، هذا فيه خير عظيم لك.

ممارسة أي نوع من الرياضة الجماعية، هذا أيضًا أمر طيب، وزيارة المرضى في المستشفيات، والتواصل مع زملائك، والانخراط في أي عمل خيري أو تطوعي أو ثقافي أو اجتماعي، هذا يزيد من مهاراتك، ويعطيك ثقة أكبر، ويزيل عنك هذا الخوف والقلق.

هنالك تمرين بسيط نسميه بالتنفس التدرجي، أريدك أن تتدرب عليه من الآن، لأنه إسعافي ومفيد.

اجلس على كرسي داخل غرفة هادئة، وأنت في حالة استرخاء، افتح فمك قليلاً، أغمض عينيك، ثم خذ نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف – هذا هو الشهيق – املأ صدرك بالهواء، أمسك الهواء واحبسه في صدرك لمدة خمس ثوانٍ، ثم بعد ذلك يأتي الزفير، وهو أن تخرج الهواء عن طريق الفم ببطء وقوة أيضًا.

كرر هذا التمرين خمس مرات متتالية، بمعدل مرتين في اليوم، سوف تجده مفيدًا جدًّا، ودائمًا قبل البرزنتيشن أيضًا حاول أن تكرر هذا التمرين، تمرين التنفس التدرجي.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net