ليس لدي أصدقاء وأتوتر عند مغادرة المنزل.. أرشدوني

2024-04-16 01:20:33 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

عمري 17 سنةً، مشكلتي أنني عندما أريد الخروج من المنزل فإنه يصيبني ألم في الصدر، وزيادة في نبضات القلب، ولكن بعد الخروج يخف التوتر، وأتكلم بأريحية.

كما أنه ليس لدي أصدقاء منذ الصغر، ولم يحدث أن خرجت مع صديق، أو ذهبت في رحلة، أو أي شيء من هذا القبيل، وهذا الأمر يسبب لي التوتر والقلق، والخجل، مع رهاب اجتماعي بسيط، ولا أعرف حتى كيف يمكنني تكوين الصداقات خارج المدرسة، ولا أدري لماذا؟ كما أنني أوقفت دراستي في الفترة الحالية لأسباب خاصة.

وشكرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك (بُنيَّ) عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

نعم (بُنيَّ) إنَّ ما وصفت إنما هي حالةٌ نفسيّة تندرج تحت الرهاب الاجتماعي، حيث يجد الإنسان حرجًا، وارتباكًا عندما يضطر لمقابلة الناس، أو الخروج للقائهم، ويمكن أن يترافق هذا الرهاب بنوبة من نوبات الهلع، حيث -كما وصفتَ- تشعر بألمٍ في صدرك، وتسارع في ضربات القلب، وربما أعراض أخرى، كالتعرُّق، ورجفة اليدين، وغيرها.

بُنيَّ: إن هذه الأعراض كثيرة الانتشار بين الناس؛ فالرهاب الاجتماعي من أكثر أنواع الرهاب انتشارًا بين الناس، وإن كانوا يجدون حرجًا في الحديث عنه؛ خجلًا من نظرة الناس إليهم.

بُنيَّ: إنك ما زلت في هذا السنِّ من الشباب، فأنت في السابعة عشرة من العمر، وهنا أريد أن أشجعك على أمرين:

- الأمر الأول: عدم تجنب الخروج، وإنما الإقدام والخروج من البيت لمقابلة الناس؛ فالتجنب لا يحلّ المشكلة، وإنما يزيدُها تعقيدًا ويجعلها مشكلة مزمنة، فعندما تمتنع من الخروج من البيت تشعر ببعض الراحة، لأنك صرفت نفسك عن مقابلة الناس، إلَّا أن هذا على المدى الطويل غير مُفيد، وعكسُ هذا أن تخرج بشكل طبيعي، وتلتقي بالناس، وستعتاد من خلال الممارسة على القيام بكل هذا دون عناء، ولفت نظري أنك -ولله الحمد- قادرٌ على الحديث، والكلام مع الناس.

- الأمر الثاني: أشجعك بشدّة على العودة للدراسة، فأنت لم تذكر لنا سبب توقفك عن الدراسة، إلَّا أنك ذكرت أنها لأسباب شخصية، ولذلك يمكن أن تساعد عودتك إلى المدرسة والدراسة على التخلص من الرهاب الاجتماعي.

بُنيَّ: لا أظنُّ أنك في هذه المرحلة تحتاج إلى زيارة العيادة النفسية، وخاصةً إذا استطعت أن تُطبق ما ذكرتُه لك، وتجاوزت هذا الأمر الصعب أو المحرج، ولكن إن طالت المعاناة، ولم تستطع التقدُّم في هذا الأمر؛ فلا بأس أن تستشير الأخصائي النفسي -إن توفر في مدرستك-، أو عيادة الطب النفسي في المدينة التي تسكن فيها.

داعيًا الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، والنجاح والتوفيق.

www.islamweb.net