الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلق ابنتي الزائد بخالتها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي طفلة تبلغ من العمر سنتين وتسعة أشهر، متعلقة بخالتها جداً، وقبل فترة قصيرة منذ شهر تقريباً، أصبحت تبكي إن رأت خالتها تصلي، فلا تريدها أن تصلي، على الرغم من أنها قبل ذلك كانت تصلي معنا جميعًا، وتتسابق معنا عندما نهم للصلاة، وتبكي فقط عندما تشاهد خالتها تصلي، أما بقية أهلها لا تبكي إن رأتهم يصلون، كيف نتعامل مع طفلتي؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم صالح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التفسير الذي أراه لمسلك هذه الطفلة، يقوم على أنها متعلقة جدًّا بخالتها، ويُعرف أن الصلاة هي فترة خشوع وانتباه، ليس من المفترض أبدًا أن يتواصل الإنسان فيها مع العالم الخارجي، هذا أعطى هذه الطفلة شعورًا بأنها أصبحت منعزلة، وأن خالتها قد تجاهلتها، وأنها لا تستجيب لها، فتبدأ الطفلة بالبكاء والصراخ، والبكاء والصراخ دائمًا هي رسالة يُرسلها الطفل معبرًا عن احتجاجه حيال موقف معين.

إذاً هي رسالة احتجاجية من هذه الصغيرة - حفظها الله - موجَّه إلى خالتها وإلى كل من يسمع هذا الصراخ، بأنني أريد الانتباه منكم، يجب يا خالتي أن تكوني معي حتى إن كنتِ في الصلاة.

هذا هو التفسير المعقول لمثل هذا السلوك، وهذا السلوك يعالج عن طريق التجاهل، دعي خالتها تصلي أمامها، تصلي النوافل، تصلي أكبر عدد ممكن من الصلوات، وبعد ذلك سوف تتطبع الطفلة، وبعد أن تنتهي الخالة من الصلاة، لا تذهب مباشرة وتأخذ الطفلة، أو تحضنها أو شيء من هذا القبيل، تجعل هنالك مدة زمنية، فاصلة ما بين الصلاة، وما بين التفاعل أو اللعب مع الطفلة، هذا أيضًا يساعدها كثيرًا.

عمومًا الأمر - إن شاء الله تعالى - غير مزعج، والتعامل مع هذه الطفلة يكون فعلاً من خلال التجاهل هذا السلوك، وفي نفس الوقت تُحفَّز الطفلة على التصرفات الإيجابية، هذا مهم جدًّا، وبصفة عامة أيضًا: هذه الطفلة تحتاج لمن يُلاعبها، حاولي أن تنزلي لمستواها، وأن تلاعبيها، وأعطيها أيضًا فرصة للتفاعل والتمازج مع الأطفال الآخرين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر منار

    تعليق جيد

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً