الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشتكي من آلام في الحنجرة مصحوبة بعدة أعراض، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم، أشكو إلى الذي بيده شفائي ثم إليك.

أنا أبلغ من العمر 24 عاماً، أعاني بشكل يومي من آلام في الحنجرة مصحوبة بصعوبة في التنفس والبلع، وعدم الإتزان أحياناً، وذبذبة في الأذن، وكثرة التجشؤ، والشعور بالغثيان من رائحة الأكل منذ شهرين تقريباً، مما تسبب في إصابتي بالاكتئاب وقلة النوم وفقدان الشهية.

مع العلم أنني ذهبت إلى طبيب باطنية، وقال إنه من الممكن أن يكون فقر دم، أو نشاطاً في الغدة الدرقية، وطلب مني تحليلاً للدم والهرمونات، وكانت النتائج سليمة -ولله الحمد-، فوصف لي أدوية، وهي: الموتيليوم، والزيموجين، لتخفف من الحالة، لكن دون فائدة، على العكس، لا يزال قلقي إلى الآن، وخوفي يزداد يوماً بعد يوم، فأرجو منكم بعد الله اطمئناني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

وجود أكثر من شكوى مع عدم وجود أي رابط بينهما، يفيد بأن تلك الشكاوي والأوجاع ليست عضوية، ولكنها نفسية، أو بسبب التوترات النفسية لظروف تمرين بها، وخاصة أن التحليلات التي تم إجرائها كانت كلها سليمة، ونتائجها سلبية، ولذا يجب المضي في حياتك قدماً، ودعي عنك تلك الأوهام التي تعيقك عن أداء أعمالك على الوجه الأكمل.

والله الموفق.

-----------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. عبدالمحسن محمود -استشاري أنف وأذن وحنجرة-،
وتليها إجابة: د. محمد عبدالعليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
----------------------------------------------------

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

لا شك أن الصلة والربط ما بين الجسد والنفس هي صلة أصيلة، وما يؤثر على النفس يؤثر على الجسد، وما يُصيب الجسد كثيرًا ما يؤثر أيضًا على النفس.

أيتها الفاضلة الكريمة: مثل أعراضك هذه بالرغم من طابعها الجسدي، لكن أستطيع أن أقول – وأنا على درجة عالية جدًّا من اليقين – أن القلق النفسي لعبَ فيها دورًا، وعلى ضوء ذلك نقول لك: أن حالتك هي حالة نفسوجسدية، هذا لا يعني أنك متوهمة، لا، القلق النفسي الداخلي حتى إن كان قلقًا غير ظاهريًا، وظهر في شكل قلقاً مقنعاً، كثيرًا ما يؤدي إلى أعراض جسدية، وتقلصات تحدث هنا وهناك في عضلات الجسم، تؤدي إلى أعراض مختلفة، ويُعرف أن الجهاز الهضمي على وجه الخصوص كثيرًا ما يكون مرتبطاً بحالات القلق النفسي.

-الحمد لله تعالى- فحوصاتك سليمة، وهذا أمر جيد، ويجب أن يُطمئنك، أعتقد أن كل الذي تحتاجينه الآن هو أن تنظمي وقتك بصورة إيجابية، لا تتركي مجالاً للفراغ، لأن تنبيه النفس من خلال إشغالها فيما هو مفيد يصرفها عن التركيز حول وظائف الجسد.

أيضًا ممارسة الرياضة لها فائدة عظيمة جدًّا، فأريدك أن تمارسي أي نوع من الرياضة تناسب الفتاة المسلمة.

النقطة الأخرى وهي مهمة: لا تترددي على الأطباء كثيرًا، حياتك -إن شاء الله تعالى- صحيَّة، أنت في عمر لا تكثر فيه الأمراض -بفضل الله تعالى-، ولا مانع -بالطبع- من أن تذهبي إلى طبيبة الأسرة مثلاً، مرة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر، من أجل إجراء الفحوصات الروتينية المتعارف عليها.

أنا أرى أنه سيفيدك كثيرًا تناول أحد الأدوية المضادة للقلق والتوترات، ويُعرف أنها مفيدة، هنالك دواء ممتاز يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل)، ويسمى علميًا باسم (سلبرايد)، ويسمى في المملكة العربية السعودية تجاريًا باسم (جنبريد)، هذا الدواء ممتاز لعلاج مثل حالتك، لكن بكل أسف قد يؤثر على الهرمونات النسوية، لذا أنا لا أفضل أن أصفه للنساء في عمر الإنجاب، وعليه أرى أن الدواء البديل بالنسبة لك هو أحد مضادات الاكتئاب والقلق.

أنت لست مكتئبة، لكن هذه الأدوية هي الأنسب، حين تتناولينها بجرعة صغيرة، أعتقد أنك سوف تستفيدين كثيرًا.

الدواء الذي أفضله في مثل حالتك: هو العقار الذي يعرف باسم يعرف باسم (زولفت) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) ويسمى تجاريًا أيضًا باسم (لسترال)، أنت تحتاجين له بجرعة صغيرة، وهي نصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تتناولينها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة ليلاً – أي خمسين مليجرامًا – تناوليها ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، والانتظام في العلاج بالتزام تام من الأهمية بمكان، بل نستطيع أن نقول أنه هو الركيزة الأساسية التي تؤدي إلى الفوائد العلاجية الإيجابية -إن شاء الله تعالى-، فاحرصي على ذلك.

بعد انقضاء فترة الثلاثة أشهر، اجعلي جرعة الزولفت نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء، وقطعًا لا مانع أبدًا أن تستشيري طبيبك فيما ذكرته لك من علاج دوائي وإرشاد.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • اليمن زهره الياسمين

    موضوع رائع بارك الله فيكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً