الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي فقر دم وسوء تغذية من الاكتئاب والوسواس القهري.. ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر كل القائمين على هذا الموقع المفيد.
أنا لدي فقر دم منذ سنين، وسوء تغذية من الاكتئاب والوسواس القهري، تنسد الشهية لدي، وأعاني من النحافة الشديدة في اليدين، ومن الأعلى نحيفه جداً، وتناولت الخميرة الفورية التي في الخبز والعجائن مع المكسرات والحلبة وأضعها بالفول السوداني، واستفدت كثيراً -ولله الحمد-، ولكن بسبب تعبي في المعدة وتقلبها كثيراً من المكسرات والفول قررت قطعها، وقرأت أنهم يضعون الخميرة والحلبة من فوق الأيدي والساقين، أي خارجياً، فهل هناك ضرر إذا استخدمتها خارجياً؟ لأني استخدمتها سابقاً في الأكل، وماذا عن زيت جنين القمح؟ هل هو جيد للسمنة؟ أريد استخدامه عوضاً عن الخميرة.

وأريد أن أسأل أيضا عن مشروب لفقر الدم، فأنا أعاني في جسمي وشعري، الفيتامينات تؤلمني في معدتي ولا أستطيع تناولها، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكما ذكرت تماما، فإن فقر الدم ينشأ عن سوء التغذية، وهذه تؤدي إلى النحافة والهزال والضعف العام، ونقص كثير من الفيتامينات والأملاح المعدنية، وما تعانين منه هو أحد الأمراض النفسية التي تصيب بعض الفتيات ويسمى Anorexia nervosa، أو فقدان الشهية العصبي، ويتصف بالاضطراب في الأكل والانخفاض الشديد في وزن الجسم، مع الخوف من زيادة الوزن، ويعرف عن المصابين بهذا المرض أنهم يتحكمون بأوزانهم في بداية الأمر عن طريق تجويع أنفسهم، ثم تتطور الحالة إلى حالة من التوتر والقلق وزيادة نبض القلب، ومن أعراض مرض Anorexia nervosa الخوف الشديد من اكتساب الوزن أو السمنة، على الرغم من النقص في الوزن، ووجود حالة من الأنيميا ونقص الحديد في الدم التي تؤدي إلى الشعور بالكسل والصداع، والخفقان وضيق التنفس، وتساقط الشعر والجفاف، ويمكنك تناول حبوب صداع عند الضرورة، وتناول كبسولات أوميجا 3 ورويال جلي، وهذه لا تؤثر في المعدة -إن شاء الله-.

ومن أهم أسباب مشاكل المعدة وعلى رأسها الحموضة والارتجاع جرثومة تصيب المعدة تسمى H-Pylori، أو جرثومة هيليكوباكتر ويتم عمل تحليل لها في البراز، وعندما تكون النتيجة إيجابية هناك علاج يسمى العلاج الثلاثي، وهو عبارة عن ثلاث أدوية تؤخذ لمدة 10 إلى 15 يوما، وتعطي هذه الأدوية نتائج طيبة بعد انتهاء الجرعات، وتختفي الأعراض بعد نهاية العلاج -إن شاء الله تعالى-، والعلاج هو klacid 500 mg مرتين في اليوم، amoxicillin 500 mg مرتين يوميا، flagyl 500 mg ثلاث مرات يوميا، بالإضافة إلى باريت pariet 20 mg، وهو دواء جيد يؤخذ قرصا واحدا على الريق صباحا، وفي نهاية الجرعات سوف تتحسن الحالة -إن شاء الله-.

ولكن يمكنك زيارة طبيب نفسي للوقوف على الحالة وتشخيصها، وعمل جلسات تحليل نفسي لإخراج ما بداخلها من توتر وقلق، ولفهم طبيعة المرض، كل ذلك يساعد كثيرا على الشفاء -إن شاء الله-، والعلاج هو أسهل ما في الموضوع.

وهناك الكثير من الأطعمة تحتوي على فواتح شهية بطبيعتها، مثل: المخللات والسلطات والمشويات، ويمكن لك تعويض عدم الرغبة في الأكل عن طريق أكل وجبات خفيفة ومتكررة، وتحتوي على بعض الفطائر والمعجنات، والتمر والعجوة مع زيت الزيتون، وبعض المشروبات التي تحتوي على الحلبة والسمسم والمكسرات، وهي أطعمة تفتح الشهية وتحتوي على سعرات حرارية عالية، كذلك فإن ثمار التين الطازج أو المجفف تحتوي على كثير من الفيتامينات والسعرات الحرارية، وتفيد في زيادة الوزن، وبالتالي يتحسن الوزن -إن شاء الله-، ويمكنك تناول مقويات للدم للتغلب على حالة الضعف العام وعدم التركيز، وسوف تتحسن حالتك الصحية -إن شاء الله-.

والخميرة تحتوي على فيتامين (ب) المركب، وعلى بعض البروتين والخمائر، وهي تفيد في فتح الشهية، وتحسن الهضم، وتزيد الوزن إذا تم تناولها في صورة حبوب أو خميرة جافة أو طازجة مع الزبادي أو العصائر، وتفيد البشرة الجافة إذا تم خلطها مع العسل، ولكن وضعها على البشرة لا يفيد الوزن، ولا يحسن الهضم ولا يفتح الشهية، وهذا الكلام ينطبق على مسحوق الحلبة.

ويمكن وصف الأدوية المضادة للاكتئاب في علاج هذا المرض مثل cebralex 20 mg، وهذا الدواء يحسن الحالة المزاجية ويعطي الشعور بالراحة النفسية، ويعالج الاكتئاب، مع الاستمرار على تناول الدواء 6 شهور متواصلة، ثم التوقف عنه وسحبه بالتدريج عن طريق أخذ نصف قرص يوميا، ثم نصف قرص يوما بعد يوم لعدة شهور أخرى، وهذا سوف يؤدي -إن شاء الله- إلى تحسن الشهية، بالإضافة إلى ما ذكرناه من تناول وجبات خفيفة ومتكررة ومليئة بالسعرات الحرارية حتى يزيد الوزن.

مع المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن والدعاء والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم خصوصا المشي والركض، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن.

وفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً