الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بضيق في المعدة وبالاكتئاب والتوتر.. ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب في 18 من العمر، أعاني من اكتئاب حاد، بالإضافة إلى رهاب اجتماعي، بدأت تظهر عليّ أعراضه في 12سنة، وبدأت العلاج في سن 15 سنة، وصف لي الطبيب دواء(دبريتين)، وبعد حوالي 6 أشهر تحسنت، فتوقفت عن شربه بالتدريج بأمر من الطبيب، وعند بلوغي سن 17 تعقدت حالتي كثيرًا، وأصبحت أشعر بالاكتئاب والخوف الشديد، والتوتر والإحساس بضيق في المعدة، والتنفس وتشنج في الأعصاب، ومنذ ذلك الحين اضطررت للتوقف عن الدراسة، أنا أتناول حاليا الأدوية التالية (depretine , traxéneو surmentil ) منذ حوالي 6 أشهر.

علمًا أنني ترددت على 3 أطباء قبل هذا الأخير بدون أية نتيجة حيث أصبحت لا أثق بأي طبيب، حاليًا أشعر بالإحباط الشديد، وأفكر طوال الوقت بًمستقبلي المجهول، وهذه قرابة شهر لم أغادر البيت، أرجو منكم تفهم وضعي ومساعدتي.

بارك الله فيكم، وجزاكم عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت أصابك الاكتئاب وأنت في سن اليفاعة، وهي سن حساسة بعض الشيء، لكن بفضل الله تعالى تخطيت هذه المرحلة نستطيع نقول بصورة معقولة، وبعد ذلك أصبحت الآن تعاني من هذه الأعراض الاكتئابية مرة أخرى.

هذا النوع من الاكتئاب – أي اكتئاب اليفاعة – يُعالج من خلال الاستفادة من طاقاتك، طاقاتك الجسدية والنفسية، فأنت في هذا العمر هذه الطاقات موجودة حتى وإن كانت مختبئة، فبالعزيمة والإصرار يجب أن تُخرجها ويجب أن تفعّلها، لا بد أن ترجع إلى الدراسة، لا بد أن تستمتع بحياتك بصورة طيبة وجميلة، وفي حدود ما هو مشروع وحلال، لا بد أن تُكثر من التواصل الاجتماعي، ومن المهم جدًّا أن يكون لك وجود حقيقي ومشاركات فعّالة داخل أسرتك، وفي ذات الوقت ضع مشروعًا لحياتك، ضع هدفًا لحياتك، هذا كله يحسّن من دافعيتك نحو الأداء والإنجاز، ويتغير الفكر السلبي - إن شاء الله تعالى – إلى فكر إيجابي، الموضوع يحتاج منك لهذا المستوى من التفكير.

وبالنسبة للعلاج الدوائي: الأدوية متقاربة جدًّا، والـ (سيرموتيل surmentil)، والذي يعرف باسم (ترايإمبرامين) من الأدوية القديمة نسبيًا، لكنه دواء ممتاز. و(التراكسين traxéne) دواء مهدئ، لا نفضل استعماله لفترات طويلة؛ لأن الإنسان قد يتعود عليه.

- أيها الفاضل الكريم: يجب أن يكون لك الثقة في طبيبك، هذا مهم جدًّا؛ لأن الثقة هي مفتاح العلاج، ابنِ علاقة علاجية طيبة مع أحد الأطباء، ولا يمكن أن يكون جميع الأطباء ليسوا على المستوى الذي تتطلع إليه.

من الأدوية التي أراها ممتازة جدًّا لعلاج هذا الاكتئاب وما يصحبه من قلق ومخاوف، العقار الذي يعرف باسم (دويلكستين)، ويسمى تجاريًا (سيمبالتا) هو من الأدوية الفاعلة والممتازة جدًّا، ولا أعتقد أنك تحتاج لعلاج غيره، والجرعة هي ثلاثين مليجرامًا، تبدأ بها ليلاً، تتناولها بعد الأكل، وبعد شهر اجعلها ستين مليجرامًا (كبسولة واحدة) استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى ثلاثين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم ثلاثين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

قطعًا إذا كان قرارك هو تناول السيمبالتا بعد استشارة طبيبك، ففي هذه الحالة يتم التوقف عن السيرمونتيل.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً