الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس دمرني نفسيا.. فكيف أتخلص منه؟ أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على كل ما تقدمونه، وأسأل الله أن لا يحرمكم الأجر.
أنا فتاة، عمري 18 عاماً، أصبت بوسواس الطهارة قبل فترة ليست بالقصيرة، والآن تطور الأمر، فأصبحت أوسوس في كل شيء وفي الدراسة أشعر أنني لا أفهم، وأن حياتي حلم، والصداع يلازمني، وأكثر ما يتعبني ويسبب لي الحرج والضيق هو التعرق، فإذا خالطت الناس في المدرسة، أو الأقارب في الاجتماعات الصغيرة والكبيرة تبدأ يدي وقدمي بالتعرق الشديد، كنت أظن أنه مرض، ولكن اكتشفت أنه لا يأتيني إلا إذا توترت، فأصبحت أوسوس ودائما متوترة أخشى أن تتعرق يدي.

وخصوصاً في وقت الكتابة والمصافحة تبدأ يدي في التعرق ويكون بشدة، ويظهر علي التوتر، وأخجل من الناس، وأشعر أن من حولي يلاحظون علي ذلك، تعبت نفسيتي، وأثر ذلك في حياتي كثيراً فكرهتها، وفقدت اللذة والمتعة، حتى مشاعري لا تتغير لا أشعر بحزن ولا بفرح، لا أعلم ما الذي أشعر به.

وبفضل من الله أنا إنسانة اجتماعية ومحبوبة لدى الجميع، ولا تنقصني ثقافة، ولا جمال، ولا غيره، ولي نشاطات وإنجازات، ومستواي الدراسي ممتاز فأنا من الأوائل، والآن تغيرت حياتي كثيراً، حيث أصبحت مشتتة ذهنياً لا أريد مخالطة الناس، مع أنني أحب الاجتماعات، ولكن تمنعني الوساوس، والتوتر، والقلق.

أنا أعلم أن مشكلتي بسيطة، وأن الحل هو في النسيان والتجاهل، لكنني عجزت جداً من التجاهل، والأفكار لا تفارقني، والتوتر والوساوس يلازمني، فما هو الحل؟

وجزاكم الله الجنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرج قريب يارب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وأقول لك أنني أُقدِّر تمامًا كمية القلق والخوف والوسوسة، والأحزان المتعلقة بها، لكن في ذات الوقت أبشرك بأن الحالة تُعالج.

أنت تبحثين عن الحلول، ومحاولاتك جيدة جدًّا للتخلص من مشكلتك، وذلك من خلال: تحقير الوسواس، وتجاهلها، والتناسي، وأود أن أضيف أنه لا بد ألا تناقشي الوساوس، ألا تحاوريها أبدًا، أغلقي عليها الباب تمامًا.

ومن الواضح أنك سوف تستفيدين من العلاج الدوائي كثيرًا، لذا أريدك أن تذهبي الآن لمقابلة الطبيب النفسي أو طبيبة الأسرة، كلاهما يمكن أن يصف لك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، عقار مثل (زيروكسات Seroxat) والذي يسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine)، أو عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft) أو يعرف تجاريًا أيضًا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) سيكون مفيدًا جدًّا في حالتك.

لا تترددي أبدًا في هذا الموضوع، أنا أحببتُ من الوهلة الأولى أن أوضح لك أن العلاج الدوائي سوف يفيدك كثيرًا؛ لأنك مقتنعة بأهمية الجوانب السلوكية، وهذا أمر ممتاز، لكن بعض الناس يستصعب عليهم التطبيقات السلوكية، وذلك نسبةً لحِدَّة القلق والخوف، ولذا تناول الأدوية مهم جدًّا في بدايات العلاج؛ لأنها تُمهِّد الطريق من خلال إزالة القلق والخوف والتوتر، مما يجعل الإنسان قادرًا وقابلاً ومُقتنعًا ومُنفذًا لبرامج التجاهل والتناسي السلوكي فيما يخص موضوع الوسواس.

أيتها الفاضلة الكريمة: أرجوك أن تنظمي وقتك، أنت صغيرة في السن، لديك طاقات عظيمة، نامي مبكرًا، استيقظي مبكرًا، أدِّي صلاة الفجر، حاولي أن تدرسي في فترة الصباح قبل الذهاب إلى المدرسة، مارسي بعض التمارين الرياضية، كوني متفاعلة إيجابيًا مع أسرتك وصديقاتك، هذا يُفيدك كثيرًا.

أنا على ثقة تامة أن علاج حالتك بسيط وبسيط جدًّا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً