الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع الخروج من البيت بسبب الدوار في رأسي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أوجه إليك سؤالي يا دكتورنا العزيز، د. محمد عبدالعليم.
عندي الوسواس تقريبا منذ 3 سنوات، وأستخدم عقار سبراليكس، والحمد لله حالتي صارت جيدة، لكن عندما أوقفت الدواء رجعت لي الحالة السابقة وأكثر، ولا أستطيع الخروج من البيت بسبب الدوار في رأسي، بماذا تنصحني يا دكتورنا العزيز؟

وجزاك الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك (أخِي) كلماتك الطيبة، وأسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا.

أنا سعيد أن أعرف أنك قد تغلبت على وساوسك لدرجة كبيرة، وأقول لك إن العلاج له أربع مكوِّناتٍ، وهي: المكون الدوائي، والمكوّن النفسي، والمكوّن الاجتماعي، والمكوِّن الروحي (الإسلامي).

هذه إذا أخذ بها الإنسان وطبقها تطبيقًا صحيحًا، أعتقد أنه يستطيع أن يتخطّى ويتخلى ويقضي تمامًا على كل شائبة في صحته النفسية.

موضوع أنك لا تستطيع الخروج من البيت بسبب الدوَّار في رأسك: هذا حقيقة يحتاج للمزيد من التمحيص، فإذا كنت من الذين يحسُّون بالأمان أكثر حين يكونون داخل البيت، هذا دليلٌ على وجود نوعٍ من الرهاب، أو ما يسمى برهاب الساحة، أما إذا كان موضوع الدوّار هو الذي يمنعك؛ ففي هذه الحالة يجب أن يُعالج هذا الدوَّار، ويجب أن تفحص على الأقل الأذن للتأكد أنه ليس لديك نوعٌ من الالتهاب مثلاً يؤدي إلى هذا الدوَّار.

فيا أخِي الكريم: في الحالة الأولى –وهي حالة الرهبة والخوف– أقول لك: يجب أن تكسر هذا الحاجز، وأن يكون لك الإصرار التمام على الخروج، واجعل الهدف الذي تخرج من أجله أسمى من وجودك في المنزل، مثلاً: أن أذهب إلى صلاةِ الجماعة، هذا هدفٌ سامي جدًّا، لا بد أن أذكّر نفسي بذلك، وهذا يُحسِّنُ من الدافعية عند الإنسان.

وإذا كان الدوّار هو الذي يمنعك في هذه الحالة – كما ذكرت لك – أعتقد أن مقابلة الطبيب مهمة، ليقوم بفحص الأنف والأذن والحنجرة لديك.

وعمومًا في جميع الأحوال، إضافة عقار بسيط مثل (دوجماتيل Dogmatil)، والذي يسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) سيكون مفيدًا جدًّا، الدوجماتيل له فعالية ممتازة مع السبرالكس، وأنت تحتاج أن تتناوله لفترة قصيرة، ويمكن أن تبدأ بكبسولة واحدة (خمسون مليجرامًا) تناولها صباحًا لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحًا وكبسولة مساءً لمدة شهرٍ، ثم كبسولة صباحًا لمدة أسبوع، ثم توقف عن تناوله، لكن استمر على السبرالكس بنفس الكيفية التي تداوم بها.

تمارين الاسترخاء وممارسة الرياضة أيضًا من الأشياء الإيجابية جدًّا في حياتنا، إذا التزمنا بتطبيقها.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا – أخِي العزيز – وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً