الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من معاناة طويلة مع أمراض جسدية عديدة، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

جزاكم الله خيرا على جهودكم معنا.

لقد بدأت منذ 14 شهراً معاناة طويلة مع الأمراض الجسدية، من حرقة، إلى حموضة وغثيان مستمر، ودوخة، وثقل في الرأس، وأعراض لا متناهية، ولقد أتممت جميع الفحوصات بدأ من القلبية إلى الهضمية، إلى الأعصاب، وكذلك العين والأذن، وكلها كانت سليمة.

ولكن منذ أيام طلبوا مني إجراء تحليل الحديد في الدم، وفيتامين b12، وكان معدلهم عند الحد الأدنى، وكل فترة كنت أتناول أدوية لمعالجة المريء بسبب وجود تشنج والتهاب في المعدة سابقا، وكذلك فتق حجابي 1 سم، ولكن بدون أي فائدة، وكنت أجري التحاليل كل شهرين إلى ثلاثة، إضافة إلى عمل الفحوصات والتنظير العلوي.

حالتي النفسية ممتازة، ولا أعتقد أني أتأثر بها، ولكن عندي شك أن هذه الأعراض هي جراء عين أو سحر، لأني أعاني من السحر منذ فترة طويلة، ولأني كنت أرى في أحلامي دائماً الجن، وأن أحداً يدلني على أغراض موجودة عندي كانت في الحقيقة، وأن منها السحر، هذا عدا الذي أراه في الحقيقة. وأنا حالياً في حيرة دائمة لا أعرف من ماذا تأتي هذه الأعراض؟ لأني وبصراحة تمّر عليّ فترات أتمنى الموت فعلاً لأرتاح منها.

أتمنى منكم أن ترشدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ باسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

يُعرف أن أعراض الجهاز الهضمي –خاصة الحموضة والغثيان– قد تستغرق وقتًا طويلاً مع الإنسان، وهي بالفعل مزعجة، ولكنها ليست خطيرة، كما أن الجانب النفسي يلعب دورًا أساسيًا في هذه الأعراض.

ما ذُكر لك حول نقص فيتامين (ب12) وكذلك الحديد: هذه أمور تُعالج بصورة بسيطة جدًّا، وهنالك العلاج التعويضي الذي يكتبه لك الطبيب، وأنت -إن شاء الله تعالى– حين تتناولينه وتقومين بالفحص بعد ثلاثة أشهر مثلاً، سوف تجدين أن حالتك أصبحت طبيعية جدًّا.

إذًا أنت لديك قلق لا شك في ذلك، وحتى اعتقادك في أن الأمر الذي تعانين منه ناتج من السحر هذا في حدِّ ذاته نوع من القلق.

أنا أؤمن بالسحر وأؤمن بالعين وبالحسد، لكن لا تجعليها نوعًا من الوسوسة وتنشغلي بها، فالله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين.

لا تتوجسي بهذه الطريقة، فهذه أعراض قلقية وليس أكثر من ذلك، فحقِّري هذه الفكرة، واحرصي على الرقية الشرعية، وإن كان ثمة شيء من العين أو السحر فإن الرقية الشرعية مفيدة في علاجه، وإن الله تعالى سيبطله.

عيشي حياتك بصورة طبيعية، وأنت قطعًا سوف تتحسنين كثيرًا إذا تناولت أحد مضادات قلق المخاوف الوسواسي، ومن أفضلها عقار (سيرترالين Sertraline)، والذي يُسمى تجاريًا (لوسترال Lustral).

يمكنك أن تستشيري طبيبك حول هذا الدواء الفاعل والناجع والممتاز، وأنت تحتاجين له بجرعة صغيرة جدًّا، وهي أن تبدئي بخمسة وعشرين مليجرامًا –أي نصف حبة– ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم تجعليها حبة كاملة –أي خمسين مليجرامًا– ليلاً، وتستمرين عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك اجعليها خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرٍ، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

هذه جرعة بسيطة جدًّا من هذا الدواء، وهو دواء فاعل جدًّا، ولكن تغيير المفاهيم في حياتك مهمٌّ جدًّا، مفاهيمك حول السحر هي التي سبَّبت لك هذا الأمر، وهذا أمرٌ ليس صحيحًا أبدًا.

عيشي الحياة بكل قوة، مارسي بعض التمارين الرياضية، نظمي وقتك، نظمي غذائك، اجعلي لنفسك أهداف، وضعي الآليات التي توصلك لهذه الأهداف.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً