الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي وأمي مرضى ويرفضون أخذ الدواء!

السؤال

السلام عليكم

أريد أن أترك أهلي، أبي وأمي مرضى، ويرفضون أخذ الدواء، ويدخلون المستشفى كثيراً، ولقد سئمت منهم، وأشعر أنهم يدمرون حياتي! أريد أن أتقدم في حياتي ولكنهم يستنزفون كل طاقتي.

كذلك جعلوا نفسيتي في أسفل السافلين، أشعر بالضيق منهم، ولا أريد التحدث معهم، أريد أن أتركهم وأرحل، نعم أعلم أنهم السبب فى كل ما أنا فيه من خير، والأزمات المتكرره تشعرني بالرغبة في الرحيل من البيت، وكل شيء يتكرر كل سنة هو هو نفس الشيء، ونفس المشاكل والظروف.

سئمت منهم حقاً، أريد أن أرى المستقبل ولا أعرف ماذا أفعل؟ هل أتركهم وأرحل أم أستنزف كل ما لدي من قوى؟ سئمت حقاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ eco حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في موقع الشبكة الإسلامية، وجواباً على استشارتك أقول:

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ هل جزاء الإحسان لمن وقف بجوارك في حال ضعفك وحاجتك، ولم يتخل عنك أن تتركه في حال ضعفه وحاجته إليك؟!

إنهما والداك السبب في وجودك، تذكر كيف تعبا وسهرا الليالي، وعانيا من أجل راحتك وسعادتك، ليس يوماً ولا شهراً ولا سنة، وإنما سنين عدداً، ألم يأمر الله بالإحسان إليهما؟ فقال: (وَقَضىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ) وقال تعالى: (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ) ألم يقرن الله الإحسان إليهما بتوحيده فقال: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) فيجب عليك أن تكون مطيعاً لوالديك باراً بهما، وإياك أن تصغي للشيطان الرجيم ونفسك الأمارة بالسوء فتترك والديك، وتذهب بعيداً عنهما، بمثل هذه الحجج الواهية، إنك إن فعلت ذلك فلن تفلح إذا أبداً، فابق معهما وبر بهما وأحسن إليهما واطلب رضاهما، وما كانا في يوم من الأيام يدمران حياتك، ولن يتسببا في ذلك، بل إن حياتك تنبني الآن بناء حقيقياً، وسعادتك مرهونة بالوقوف معهما، وإلى جانبهما.

وقديما قيل: بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، فهل تريد من أبنائك أن يعاملوك بنفس معاملتك لوالديك أو أقسى من ذلك؟! إن الجزاء لن يكون إلا من جنس العمل، فاصبر عليهما وابذل كل الأسباب في إسعادهما.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، وتوثيق الصلة به بأداء ما افترض عليك، ومن ذلك برك وإحسانك لوالديك، واجتناب ما نهى الله عنه، ومن ذلك عقوقك بوالديك.

أسأل الله أن يذهب عنك وساوس الشيطان وأن يرزقك بر والديك إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً