الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدي يتدخل في شؤوني الخاصة كشراء الملابس وقصة شعري، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم.
أنا شاب، عمري 21 سنة، وأنا في المرحلة الجامعية، المشكلة هي مع والدي؛ فهو دائما يتدخل في شؤوني ولا يجعلني أتحمل المسئولية، أو حتى يأخذ رأيي في الأمور التي تخصني، فهو الذي يذهب معي ليشتري لي الملابس التي سوف أرتديها ولا يجعلني أختار شيئا وإنما أذهب فقط للقياس، أي يشتري لي ملابسي التي أرتديها وفق هواه واختياره، حتى قص شعري لم أسلم منه؛ فيذهب معي إلى الحلاق ليقص لي شعر رأسي على نوع القصة التي يحددها له وأنا ليس لدي أي رأي، وعندما أقول له لا أريدها مثلا أو أقول رأيي ينفعل ويغضب، وأيضا ينفذ ما يريده حتى أن الحلاق يتعجب، وأنا أكون محرج في هذه الحالة وأتمنى الانتهاء بسرعة جدا، ماذا أفعل؟ لم أسلم من شيء، ليس لي رأي، وأنا أعلم أن ما يفعله خطأ؛ إذ من المفروض أن يعوّدني على تحمل المسئولية وأعبر عن رأيي بحرية ولكن في الحدود والإطار الصحيح، وأيضا لا يفعل ذلك مع إخوتي الأصغر مني، مع العلم أني الابن الأكبر، ولدي أخ يصغرني بسنتين، وثلاث أخوات، ولكن لا يفعل ذلك معهم دائما. ماذا أفعل أرشدوني؟

مع العلم أني لا أتحرك من المنزل أغلب الوقت فيه، أخرج من المنزل إلى المسجد أو لقضاء بعض الطلبات للمنزل، ولا أخرج مع أصدقائي إذ يحدد ليّ عدد الساعات التي أقضيها معهم ويقول ارجع إلى المنزل، وأنا أعلم أني عندما أرجع لن أفعل شيئا سوى الجلوس على السرير، وأحس بالملل، حتى أنه لا يسمح لي بالسفر مع أصدقائي، وأيضا لا يثق فيّ؛ فمثلا هو يعلم أني أعرف قيادة السيارة وكنت أوصله إلى الأماكن التي يذهب إليها وهو جالس بجانبي، ولكن إذا أردت مثلا الذهاب بالسيارة إلى مكان ما وحدي يرفض ويقول لي لا، يجب أن أكون جالسا بجانبك حتى لا تصطدم بأحد أو تعمل حوادث؛ لماذا؟ ألا يعلم أن هذه الحوادث تكون بأمر الله وقد تحدث سواء لوحدي أو حتى وهو معي، وهو يعلم أني أستطيع القيادة، لا أدري لماذا لا يثق فيّ؟

أرجوكم انصحوني، أنا في سن كبيرة ولست صغيرا، من المفروض أن أتعلم -كما قلت- تحمل المسئولية، هل ما يفعله خطأ أم ماذا؟ وهل إذا عصيته وعملت ما يريحني وعلى حسب رأيي وفي الإطار المشروع والصحيح أكون عاصيا وعاقا أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم معنا، ونسأل الله أن يتولاكم بحفظه.

والذي يمكن أن ننصح به هو الآتي:

_ والدكم الكريم؛ كل ما يفعله معك في الغالب لمصلحتكم، وينبغي أن تحمد الله على ذلك.

_ والدكم؛ ومن باب الشعور بالمسؤولية نحوك يريد أن يعوّدك على أحسن الملابس وأحسن القصات، فأنت تعرف بعض ملابس الشباب أو بعض قصات شعرهم ففيها غرابة وتقليد أعمى للفساق.

_ كل ما ذكرت من أمور وخلافات مع الوالد لا ينبغي أن تفكر في عصيانه بسببها، لأنه لم يفعل شيئا خطأ، وإنما ما فعله معك فيه جانب كبير من الصواب وفيه مصلحتك؛ وإذا أعرضت عن قبول النصيحة وعصيت الوالد فستكون قد خسرت شيئا كبيرا.

_ جلسة حوارية هادئة مع الوالد تستطيع أن تتعرف على ماذا يريد منك؟ ومدى ما يقوله من حق وصواب؛ لأنه نخشى أنك قد تكون تصرفت بعض التصرفات السيئة ولم تستطع أن تدير حياتك فأحب الوالد أن يساعدك.

وفقك الله إلى مرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تركيا زهراء

    يبدو انه متعلق بك الى حد كبير.. اشعر كانني قد افعل ذات الشيء مع ابنتي لشدة حبي لها الان

  • مصر احمد

    احمد ربك انك تتمتع بوجود والدك معك فانا محروم منه منذ طفولتي بسبب وفاته

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً