الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قراءة قل هو الله أحد ثلاث مرات هل تعدل قراءة ختمة كاملة؟

السؤال

هل قراءة سورة الإخلاص ثلاثا يحصل بها أجر ختم القرآن؟ وهل ورد عن السلف قراءتها ثلاثا بنية تحصيل أجر ختم القرأن؟ وهل ما جاء في هذه الرسالة صحيح: في ليلة القدر اقرؤا سورة الإخلاص ثلاثين مرة فتحصلوا على أجر ختم القرآن عشر مرات؟ وذكر صاحبها أنه استند إلى مضاعفة الأجور.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ثبت الترغيب في قراءة سورة الإخلاص، وأنها تعدل ثلث القرآن, وقد سبق توضيح ذلك في الفتوى رقم: 24495.

لكن من قرأها ثلاث مرات, لا يحصل على ثواب ختم القرآن كاملا عند بعض أهل العلم, وقال بعضهم يحصل على ثواب ختمة كاملة, جاء في التحرير والتنوير لابن عاشور: واختلفت التأويلات التي تأول بها أصحاب معاني الآثار لهذا الحديث، ويجمعها أربعة تأويلات:
الأول: أنها تعدل ثلث القرآن في ثواب القراءة، أي تعدل ثلث القرآن إذا قرئ بدونها حتى لو كررها القارئ ثلاث مرات كان له ثواب من قرأ القرآن كله.... إلى أن قال: قال ابن رشد في البيان والتحصيل: أجمع العلماء على أن من قرأ: قل هو الله أحد ثلاث مرات لا يساوي في الأجر من أحيا بالقرآن كله ـ فيكون هذا التأويل قيدا للتأويل الأول، ولكن في حكايته الإجماع على أن ذلك هو المراد نظر فإن في بعض الأحاديث ما هو صريح في أن تكريرها ثلاث مرات يعدل قراءة ختمة كاملة. انتهى.

وفي فتح الباري لابن حجر: ولأبي عبيد من حديث أبي بن كعب: من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن ـ وإذا حمل ذلك على ظاهره، فهل ذلك لثلث من القرآن معين، أو لأي ثلث فرض منه؟ فيه نظر، ويلزم على الثاني أن من قرأها ثلاثا كان كمن قرأ ختمة كاملة. انتهى.

وفي شرح صحيح البخاري لابن بطال: وقد قال إسحاق بن منصور: سألت إسحاق بن راهويه عن هذا الحديث فقال لي: معناه: أن الله جعل لكلامه فضلاً على سائر الكلام، ثم فضل بعض كلامه على بعض بأن جعل لبعضه ثوابًا أضعاف ما جعل لبعض تحريضًا منه صلى الله عليه وسلم على تعليمه وكثرة قراءته، وليس معناه: أنه لو قرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثلاث مرات كان كأنه قرأ القرآن كله، ولو قرأها أكثر من مائتي مرة. انتهى.

ولم نقف على كون بعض السلف كان يقرأ سورة الإخلاص ثلاثا بنية الحصول على ثواب ختم القرآن، وبخصوص الرسالة التي جاءتك، والتي اشتملت على أن من قرأ سورة الإخلاص ليلة القدر ثلاثين مرة يحصل على ثواب ختم القرآن عشر مرات, فلعل صاحبها استند إلى ما سبق من حمل الحديث على ظاهره كما قال به بعض أهل العلم. وعليه، فإن كان أمره بذلك من باب النصح وحب الخير للغير والتنبيه على تحصيل أكبر قدر من الأجر، فلا بأس بها، أما إن كان على أن الأمر سنة في هذه الليلة أو أن الشارع أمر به خصوصا فيكون ذلك داخلا في البدعة الإضافية, وراجع المزيد في الفتويين رقم: 118619، ورقم: 171407.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني