الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المراد بالعزلة في قوله تعالى: "ونادى نوح ابنه وكان في معزل"

السؤال

"ونادى نوح ابنه وكان في معزل" كيف سمعه وهو في معزل؟ وهل هي إشارة لوجود تقنيات، وعلوم كبيرة مكّنته من ذلك؟ أم ماذا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن العزلة المذكورة لا تعني بعد المسافة التي تمنع السمع عادة، وقد اختلف فيها المفسرون، فحملها بعضهم على عدم ركوب السفينة، وحملها آخرون على مخالفته لنوح في الدِّين، قال الطبري: قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: وهي تجري بهم ـ والفلك تجري بنوح ومن معه فيها: في موج كالجبال ونادى نوح ابنه ـ يام: وكان في معزل عنه، لم يركب معه الفلك: يا بني اركب معنا ـ الفلك: ولا تكن مع الكافرين.

وقال القرطبي في التفسير: كان في معزل ـ أي من دِين أبيه، وقيل: عن السفينة، وقيل: إن نوحًا لم يعلم أن ابنه كان كافرًا، وأنه ظن أنه مؤمن؛ ولذلك قال له: ولا تكن مع الكافرين ـ وسيأتي، وكان هذا النداء من قبل أن يستيقن القوم الغرق، وقبل رؤية اليأس، بل كان في أول ما فار التنور، وظهرت العلامة لنوح. اهـ.

وقال ابن عاشور في التحرير والتنوير: وجملة: وكان في معزل ـ حال من ابنه، والمعزل: مكان العزلة، أي الانفراد، أي في معزل عن المؤمنين، إما لأنه كان لم يؤمن بنوح ـ عليه السلام ـ فلم يصدق بوقوع الطوفان، وإما لأنه ارتد، فأنكر وقوع الطوفان، فكفر بذلك؛ لتكذيبه الرسول. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني