الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من يشاهد مقاطع فيديو إذا تسبب ذلك في رؤية غيره لها

السؤال

عندي حساب في تويتر، ودائما أشارك في هاشتاق: # أشاهد الآن ـ وأذكر اسم المقطع أو الفيلم أو المباراة وغيرها، فهل هذا يعتبر مجاهرة بالمعصية، علما بأن نيتي أن أغرد تغريدة؟ وهل أأثم إذا شاهد أحد نفس الذي أشاهده دون أن أوصي به؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فينبغي على المسلم أن يستغل مثل هذه المواقع فيما يفيده في دينه ودنياه، وأن يحرص على نشر الخير فيها، وأن يحذر أن ينشر فيها ما يسخط الله، فإن من قواعد الشرع في الجزاء: أن الدال على الشيء كفاعله، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا.

فإن كان ما ينشره الشخص أو يساعد على مشاهدته من مقاطع مما يرضي الله كتلاوات القرآن أو المقاطع الدعوية أو نحوها، فيرجى له الأجر والثواب بذلك، وإن كان من المباحات، فلا حرج عليه، وأما إن كان ما ينشره أو يساعد على مشاهدته أو نشره مما حرم الله، كالأفلام الخليعة، أو الأغاني الماجنة أو ونحوها، فيُخشى أن يأثم بذلك، وأن يبوء بإثم من يشاهدها، ويخشى كذلك أن يكون نشر المقاطع المحرمة التي يشاهدها الشخص في هاشتاق: أشاهد الآن ـ من المجاهرة بالمعصية المتوعد عليها في الحديث الذي رواه أبو هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه. متفق عليه.

وراجع للفائدة الفتاوى التالية أرقمها: 204442، 18809، 59985.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني