الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج وساوس الكفر والردة

السؤال

ذات مرة كنت جالسة مع جماعة، ثم قالت فلانة -لا أدري ماذا قالت بالضبط- أنها ربما كانت محتارة، أو قالت: لا أدري ماذا أفعل؟ ثم قلت: استخيري مثل فلانة، ثم ضحكنا جميعا، فأنا أخاف أن أكون مستهزئة بصلاة الاستخارة، ولا أدري ماذا أفعل؟ فأنا قد قرأت فتوى هنا تشبه سؤالي، لكنني لم أستفد، وإن كنت مرتدة ماذا أفعل؟
وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن مجرد النصح لزميلتك بالاستخارة ليس فيه استهزاء بالدين، والذي ننصحك به إجمالًا هو: أن تعرضي عن كل هذه الوساوس، فلا تلتفتي إلى شيء منها، بل عليك أن تتجاهليها تجاهلًا تامًّا، فإن هذا هو السبيل لعلاج الوساوس، والتخلص منها، فاتركي الوسوسة في أمر الإيمان، والشك في الخروج منه، فإن الأصل بقاء إسلام العبد حتى يقوم دليل يقيني ينقل عن هذا الأصل. وقد ذكر أهل العلم أيضًا أن من تكلم بكلام يحتمل الردة وغيرها لا يكفر بذلك، وأولى به الموسوس، كما قال علي القاري في شرح الشفا: قال علماؤنا: إذا وجِد تسعة وتسعون وجها تشير إلى تكفير مسلم، ووجه واحد إلى إبقائه على إسلامه، فينبغي للمفتي والقاضي أن يعملا بذلك الوجه، وهو مستفاد من قوله عليه السلام: ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله، فإن الإمام لأن يخطئ في العفو خير له من أن يخطئ في العقوبة. رواه الترمذي، والحاكم. اهـ.
وراجعي الفتوى رقم: 137818 لبيان ماهية الاستهزاء الذي يعد كفرًا.
وانظري الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196. للمزيد في شأن الوسواس.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني