الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحدث يضاف إلى أقرب وقت

السؤال

كنت قد تفقدت ملابسي الداخلية قبل الوضوء، ولم أجد شيئا، فتوضأت وذهبت إلى المسجد، وصليت ولم أشعر بخروج شيء من ذكري، وعندما عدت تقريبا بعد ربع ساعة ذهبت إلى دورة المياه -أعزكم الله- لأقضي حاجتي، فنظرت في ملابسي، فوجدت نقطة صغيرة جدا تشبه الكتلة الصغيرة، وكانت جافة، فهل أعيد الصلاة؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكان ينبغي للسائل أن يوضح ماهية تلك النقطة الصغيرة التي وجدها في ثيابه هل هي مني أم مذي أم غيرهما؟ وعلى كل حال؛ فقولك إنك كنت قد تفقدت ملابسك الداخلية قبل الوضوء ولم تجد شيئا، ولم تشعر بخروج شيء أثناء الصلاة ولا قبلها أو بعدها، ثم بعد ذلك بربع ساعة وجدت نقطة صغيرة جافة إلى غير ذلك مما فصلته يقتضي أنك من أهل الوساوس.

ولمّا عدنا إلى أسئلتك السابقة وجدنا أغلبها في الوسوسة، ووجدنا أنك كنت قد أرسلت إلينا سؤالا مشابها لحالتك هذه فأحلناك فيه إلى الفتوى رقم: 202693 بعنوان: وجود أثر الغائط بعد الصلاة هل يوجب إعادتها؟
والظاهر: أن هذا الذي ذكرت أنك رأيته لا يعدو مجرد وسوسة، وإيهام من الشيطان، وبالتالي؛ فلا تلتفت إليه، ولا تعد صلاتك مهما وسوس لك الشيطان بذلك؛ إذ القاعدة التي يتعين الأخذ بها هي: أن الشك لا يلتفت إليه، وأن الوساوس يعرض عنها صاحبها، ولا يعيرها اهتمامًا، فابق على الأصل وهو بقاء الطهارة، وأنه لم يخرج منك شيء، ودع عنك الوساوس، ولا تسترسل معها، فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وانظر الفتوى رقم: 51601.

ولو فرض أن ما ذكرته شيء حقيقي: فقد علمت من الفتوى التي أحلناك عليها أنك إن كنت تشك هل حصل ذلك قبل الصلاة أم بعدها؟ فصلاتك صحيحة, والحدث يضاف إلى أقرب وقت، ومن ثَم؛ فإنه يعتبر خارجًا بعد الصلاة.

وإن وُجدتْ قرينة على حصوله قبل الصلاة فإنك قد صليت به جاهلًا بوجوده, وصلاتك صحيحة أيضًا على القول الراجح عندنا, كما سبق تفصيله في الفتوى رقم: 134515.

وبهذا تعلم: أنه لا شيء عليك -والحمد لله-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني