الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإعراض عن الوساوس خير علاج للتخلص منها

السؤال

يا شيخ أنا مبتلى بالوسواس القهري، طلب منا الأستاذ إنجاز عمل سوف يمنحنا عليه نقطة، ربما هي من ستحدد رسوبنا أو نجاحنا؛ لأني أدرس بمركز تكوين الأساتذة، لقد أنجزت العمل رفقة زملائي وبذلت جهدي، وربما قد أكون أكثر من بذل مجهوده من بين زملائي، وبعدما قدمنا العمل تسلط علي الوسواس أني لم أعمل شيئا مع زملائي وأني لا أستحق أن آخذ أية علامة، وأنا أتذكر ما قمت به من عمل، وحتى زملائي سألتهم يقولون لي لقد عملت معنا، وأنت من كتب على الحاسوب، وأنت من طبع الأوراق، وأنت من عمل أكثر منا، يا شيخ قمت بكتابة الأحداث التي أتذكرها والتي تثبت أني فعلا قمت بالعمل في ورقة، وأحتفظ بها لكي أقاوم الوسواس القهري، لكن شدة الوسواس تشككني بشكل فظيع، وبسبب هذا الشك يقول لي الوسواس إن راتبي بعد أن أتخرج كأستاذ حرام، فماذا أفعل؟ هل أعرض عن الأمر وأتجاهله؟ علما أني أتناول 3 أدوية مختلفة لعلاج الوسواس القهري، والله يا شيخ إني أشتري سلعة ثم أدفع ثمنها ثم بعد برهة أصاب بشك خبيث هل دفعت المال أم لا؟ ما هو الحل الشرعي لمثل هذه الحالة؟ لأن الوسواس يضغط علي لأعيد العمل الذي أنجزته، وإذا استسلمت له وفعلت ذلك سوف أفسد حياتي، وهل أنا معذور شرعا؟ هل ليس علي إثم إن تجاهلته؟ لأني أحس بخوف عندما أريد التجاهل.
أرجوكم أريد نصائح عندما أتخرج كأستاذ وأشتغل بخصوص راتبي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فواضح أن الوسواس قد بلغ منك ما بلغ، والحل لكل ما ذكرت يعتمد على طرح الوسواس والإعراض عنه وتجاهله بالكلية، فإذا وسوس لك الشيطان في أي أمر من أمورك فلا تعره أي اهتمام، ومهما كثرت تلك الوساوس وتنوعت فقاومها بالتجاهل التام مستحضرا أنها من الشيطان، وأن هدفه منها هو الإفساد عليك، وأن تجاهلها هو حكمك الشرعي الذي تثاب عليه انطلاقا من قوله تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {فاطر:6}، وراجع الفتويين التالية أرقامهما: 3086، 51601.

فدع عنك ما يوسوس به الشيطان من أن راتبك سيكون حراما أو غير ذلك من الوساوس التي لا طائل منها، واشتغل عن التفكير في هذه الأمور بما ينفعك دنيا وأخرى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني