الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأفكار الوسواسية المتعلقة بالموت ودور الفراغ في توليدها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا شاب كانت لدي رغبة في طلب العلم، وحاولت أن أدرس في إحدى الجامعات الإسلامية، فلم أوفق فيها!

المهم أنه بعد حوالي سنتين ـ الآن ـ أشعر بسآمة من الحياة، وأشعر بضيق! علماً أني انصرفت قليلاً إلى الدنيا وضعف اتصالي بالله.

وكلما أردت أن أعمل عملاً يأتيني فتور، وأقول: ما الفائدة لماذا أعمل!؟ وتأتيني سآمة، وأقول لا فائدة من أي شيء تعمله! فأنت ستموت! وإذا أردت أن أطلب العلم، فأقول ستموت، ما ينفع علمك!

ويأتيني ضيق شديد في الصدر بعض الأحيان! وأخاف من الموت! وإذا مات أحد، أخاف، وأتخيله: كيف مات؟ وكيف خرجت روحه؟ وأتألم بنفسي! وأتألم من ضيق التنفس حينما تخرج الروح! فأرجو المساعدة والإيضاح!


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

اعلم -أخي محمد- أنه قد يتعرض كل منا أثناء حياته اليومية إلى التغيير في مزاجه وانفعالاته، ومنها الشعور بالحزن والضيق والقلق والخوف، وخيبة الأمل والإحباط، ولكن ذلك لا يدوم عادةً أكثر من وقتٍ قصير، فقد تتغير الظروف ويتحسن المزاج بإذن الله تعالى.

ويجب أن تعلم أنك لست وحدك عندما تشعر بأعراض الخوف والقلق والحزن دائماً، والحزن والقلق شيء فطري ينتاب كل البشر عندما تقابلهم متاعب هذه الحياة الدنيا ولا أحد يستثنى من ذلك، وإن أهم غاية للإيمان بالله عز وجل ومحبته هي إيقاظ الضمير الحي، والحصول على السعادة النفسية، والتخلص من الأسقام والخوف والقلق والشرور، وليست السعادة في جمع الأموال أو تثمير المدخرات أو إشباع الشهوات، فالمال يفنى، والمدخرات تتلاشى، والشهوات تضعف، ويبقى الاتصال بالله رأس كل سعادة حقيقية، ولا يمكن لك أن تتخلص من هذه الوساوس والمخاوف التي تنتابك كل حين إلا إذا قوّيت علاقتك بالله تعالى ورجعت إليه وطرقت بابه، وطلبت منه المعونة والفرج والسداد، ورضيت بقضائه وقدره، وعلمت أن كل شيء تحت تسييره عز وجل.

والفراغ الذي تعيشه هو الذي يولد لك هذه الأفكار الوسواسية، وأنا أطمئنك أخي محمد أنها مجرد أفكار استحوذت عليك، تريد أن تنسيك ذكر الله تعالى، وتستطيع أن تتغلب عليها بالإرادة الإيمانية وليس بالإرادة البشرية، فالبشر ضعفاء لا يستطيعون فعل أي شيء، فارجع إلى الله في السراء والضراء، واجعل الحزن صبراً والفرح شكراً.

ويمكنك تجاوز مشكلتك باتباع الخطوات التالية:

1- قو إيمانك وثقتك وعلاقتك بالله عز وجل.
2- لا تحزن على ما فاتك، ولا تفرح بما آتاك.
3- حاول أن تحس بالراحة والطمأنينة، ولا تترك الأفكار الوسواسية تتسلط عليك.
4- اشغل نفسك بالطاعة والعبادة والتضرع إلى الله تعالى.
5- اشغل وقت فراغك بالمطالعة الهادئة، أو زيارة الأقارب والأصدقاء، أو نزهة مفيدة.
6- اجعل من تفكيرك إيجابية، وابتعد عن الأفكار السلبية الانهزامية.
7- اربط علاقة مع الآخرين، ولا تعش معزولاً عن المجتمع.
8- أترك باب الأمل مفتوح، وتذكر قول الله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}، واعلم أن الفرج مع الكرب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً