الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم تنتظم الدورة لدي وتأخر حدوث الحمل، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوجة منذ سنة ونصف تقريباً، لدي رغبة في الإنجاب، ولكن للأسف لم يأذن الله حتى الآن، منذ بداية زواجي عانيت من دورة غير منتظمة.

تناولت حبوب منع الحمل لتنظيم الدورة في بداية زواجي لمدة شهرين، باستشارة طبية، ثم قمت بتغيير الطبيبة، وذهبت إلى أخرى، ووصفت لي دواءً نباتياً، اسمه (نبتة الراهب) لتنظيم الدورة الشهرية.

كان فحص السونار جيداً -والحمد لله- وأيضاً التحاليل التي قمت بها بالعيادة النسائية، لم يفلح الأمر في تنظيم الدورة الشهرية، فذهبت إلى طبيب عربي؛ حيث إني أعيش في ألمانيا، ومن الصعب جداً التواصل مع الطبيب بغير اللغة الأم، قام الطبيب العربي بوصف حبوب منشط للمبايض لي، بعد فحص السونار، والتأكد من سلامة الرحم والمبايض بفضل الله.

الدواء هو (كلوموفين) تناولته لمدة شهرين، في الشهر الأول جاءت الدورة بما يقارب موعدها، أما الشهر الثاني فانتظرت 48 يوماً، وقمت بتحليل حمل، وكانت النتيجة سالبة للأسف.

السؤال: إنه بعد تأخر الدورة لأكثر من 48 يوماً نزل الدم بعد الجماع مباشرة، ومن ثم اختفى لثلاثة أيام، ثم بدأت ألاحظ نزول مادة بنية بتكتلات أو مشحات، -أعزكم الله-.

حتى هذه اللحظة لا أدري ماذا حصل؟! وهل سينزل دم؟ وهل يتوجب عليّ متابعة حبوب المنشطات؟ وما هي تحاليل الهرمونات التي يتعين علي فعلها؟ وكيف أقوم بتنظيم دورتي؟

بالمناسبة: فحص زوجي أيضاً سليم مائة بالمائة، والحمد لله.

جزاكم الله خيراً، وأدامكم بالخير والعافية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غفران حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح أن دورتك الشهرية غير منتظمة، ويشير ذلك إلى عدم وجود تبويض؛ ولذلك يزيد عدد أيام غياب الدورة عن 35 يوماً، وعندما تنزل تكون ضعيفة، عبارة عن إفرازات بنية، والأمر يحتاج إلى متابعة مع الطبيبة النسائية، لعمل بعض الفحوصات، وسونار على الرحم والمبايض، للبحث عن سبب عدم انتظام الدورة الشهرية.

في حال زيادة الوزن فإن السبب الرئيسي في اضطراب الدورة الشهرية، وعدم انتظامها هو مرض تكيس المبايض، وهو حالة لا تستطيع فيها البويضة الخروج من تحت جدار المبيض السميك، ويحدث بالتالي خلل في التوازن الهرموني، ويصبح هرمون أستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية، وينقص هرمون بروجيستيرون بسبب ضعف التوبيض، ويندر نزول الدورة الشهرية، وينزل بدلاً منها بعض الإفرازات البنية، وقد تغيب الدورة لشهرين أو أقل أو أكثر.

لذلك من المهم فحص الهرمونات المحفزة للمبايض FSH & LH، بالإضافة إلى فحص هرمون الحليب PROLACTIN، وهرمون الذكورة total and free testosterone، ومخزون البويضات AMH، وهرمون DHEA، وفحص وظائف الغدة الدرقية TSH & Free T4؛ لأن زيادة نشاط الغدة الدرقية أو الكسل في نشاطها يؤدي إلى ضعف التبويض، وكذلك ارتفاع هرمون الحليب يؤدي إلى نفس المشكلة، مع ضرورة فحص هرمون progesterone في اليوم ال 21 من بداية الدورة الشهرية، والذي ينقص بشدة مع ضعف التبويض.

مع ضرورة عمل سونار على الرحم والمبايض، وعرض نتائج التحليل والسونار على الطبيب المعالج، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل.

لإعادة تنظيم الدورة، ووقف التكيس المحتمل، وعلاج الأكياس الوظيفية: يمكن تناول حبوب منع الحمل ياسمين لستة شهور، ولا يكفي شهران كما ذكرت، حيث يتم تناول الحبوب يومياً قرصًا واحدًا حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي.

في المرحلة التالية من العلاج يتم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ يومياً من اليوم ال 16 من بداية الدورة حتى اليوم ال 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى، حتى تنتظم الدورة الشهرية، وهذا العلاج ليس الغرض منه منع الحمل، بل وقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية إن وجدت، وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم، وتنشيط المبايض.

مع ضرورة العمل على إنقاص الوزن حال زيادته في الشهور الستة القادمة، حيث إن إنقاص الوزن يمثل العنصر الأساسي في العلاج، وذلك من خلال حمية الصيام المتقطع، ومن خلال حمية خالية من السكر والنشويات، ومن خلال المشي والرياضة.

يمكنك القراءة عن تلك الأنواع من الحميات، مع تناول أقراص جلوكوفاج 500 مج مرتين في اليوم، بعد الغداء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري، من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم، على العمل الجيد، ويستخدم في حالتك لمساعدة المبايض على التبويض الجيد، وعلاج التكيس.

ندعو الله لكم بالصحة والعافية والسلامة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً