الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شربت كمية من المشروبات وتناولت الشيشة، فأصبت بأعراض غريبة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ 30 يوماً أصبت بشيء لم أصب به في حياتي قط، وشعرت بشعور ما شعرت بهِ في حياتي قط، شربت كوباً واحداً من القهوة العربية، ثمّ ذهبت لزيارة الأصدقاء وهناك شربت تقريباً 4 أكواب من الشاي، بالإضافة إلى تدخين الشيشة، وكل هذا قبل العشاء؛ أي لم أتعش ومعدتي شبه خالية، شعرت بالجوع قليلاً، وبعد الانتهاء من الشيشة شربت مشروباً غازياً لا يحتوي على الكافيين ولا الألوان الصناعية، ومنذ أن شربته شعرت بشعور مزعج قليلاً في المعدة، ومن ثمّ ببرودة داخلية، وفجأةً شعرت بغثيان وخوف وقلق، وما إن وصلت إلى المنزل حتى أصبت برعشة شديدة وعطش شديد.

ذهبت إلى الطوارئ وأعطوني مغذياً، وأدوية للمعدة، ومسكنات، وعملوا لي تحليلاً سريعاً للدم، وأخبروني بأن كل شيء سليم، والسكر في الدم جيد، وعملت تحليلاً لجرثومة المعدة والحمد لله سليمة، ومن اليوم الثاني وأنا أعاني من شعور الخوف والقلق والحزن، وانسداد في الشهية، واضطرابات في المعدة.

الآن -ولله الحمد- تحسنّت كثيراً بالأدعية والأذكار، وقراءة القرآن بنسبة 80% تقريباً، وأشعر بالخوف قليلاً وأتغلب عليه -بفضل الله ورحمته-، فهل أصبت بعين؟

والمعذرة على الإطالة، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يعقوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا يمكن إنكار العين (الحسد) بأي حال، حيث إنها موجودة وذكرت في القرآن، لكن من الواضح أنك تناولت كمية كبيرة من منشطات الدماغ وعلى رأسها النيكوتين في القهوة والشاي والشيشة والمشروب الغازي (دعك مما هو مدون على العبوات)، وهذه المنشطات تؤدي إلى تسارع نبض القلب والغثيان مما ولد لديك حالة من الهلع (panic attack)، والخوف (phobia) والقلق، وتكررت تلك الحالة عند وصولك إلى البيت.

وفي حالة الهلع تلك يحدث اضطراب في مستوى الهرمون الموصل العصبي (سيروتونين)، وهو موصل مسؤول عن الحالة المزاجية السليمة، ونقصه يؤدي إلى حالة من الخوف المرضي والهلع، ومع التلاوة والذكر والقرآن، والصلاة والدعاء يتم جبر وضبط مستوى ذلك الهرمون من خلال غذاء الروح، كذلك فإن المشي وممارسة الرياضة، والصدقات، والانخراط في العمل الاجتماعي كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويسيطر على الرعشة، وتسارع النبض.

ونؤكد على الاعتدال في تناول المشروبات، والبعد عن الشيشة، حيث إن تدخين الشيشة مرة واحدة يساوي تدخين 40 سيجارة لما فيها من كمية تبغ كبيرة للغاية، ونؤكد على ضبط مستوى فيتامين (D) من خلال أخذ حقنة فيتامين (D3) جرعة 300000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين (D3) الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيًا لمدة 12 أسبوعًا، مع الحرص على تناول الفواكه والخضروات الصفراء والخضراء والتي تحتوي على فيتامين (A)، وفيتامين (C)؛ مما يساعد على تقوية الجهاز المناعي.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً