الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحافظ على خصوصياتي دون أن تتأثر علاقتي بالآخرين؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعى للحصول على نصح من أهل الخبرة؛ بشأن كيفية التعامل مع المعلومات الشخصية؛ متى يجب مشاركتها؟ ومتى يُفضل كتمانها؟

فيما يتعلق بتفاصيل شخصية، أنا في مرحلة تخطيط لرحلة قادمة، وقد قررت عدم إطلاع كل المحيطين بي على هذه الخطط، بعض أفراد عائلتي على دراية بها، في حين قررت أن بعض الأصدقاء لا يحتاجون لمعرفة هذا الأمر إلا عند اقتراب موعد السفر، السبب وراء ذلك يرجع إلى دوافع شخصية تُفضل كتمان بعض التفاصيل إلا عند الضرورة.

في ذات السياق، لدي صديق نتشارك في مشروع متعلق بترويج لحساب بنكي يخص السفر، ومن الممكن أنه يخطط أيضًا لتقديم طلب للحصول على تأشيرة، لقد نجحت بالفعل في الحصول على التأشيرة، ولكن ترددت في إخباره بهذا النجاح فورًا.

أطمح في استشارتكم لمعرفة الأسلوب المثالي لإدارة هذه المعلومات، بطريقة تُحافظ على علاقاتي مع الآخرين، مع الاحتفاظ بخصوصياتي حتى يحين الوقت المناسب للكشف عنها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Faycal حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيعد التوازن بين مشاركة المعلومات الشخصية، والحفاظ على الخصوصية أمرًا مهمًا في بناء العلاقات الصحية، والحفاظ عليها، والإسلام يُشجع على الصدق والشفافية، لكن في نفس الوقت، يحث على احترام خصوصية الفرد، وعدم الكشف عن الأمور الشخصية إلا عند الحاجة.

أما عن إدارة المعلومات الشخصية:
- قبل مشاركة المعلومات الشخصية، اسأل نفسك عن الحاجة والغرض من هذه المشاركة، هل هي ضرورية للتخطيط أو لتحقيق هدف معين؟

- يمكنك الرجوع للآية القرآنية "وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَعْضُكُم بَعْضًا" (الحجرات: 12)، التي تحث على احترام خصوصيات الآخرين، وثق تماماً أنك إذا لم تحترم خصوصياتك أنت فلن يحترمها الآخرون.

- من الحكمة التمييز بين الأشخاص الذين يحتاجون إلى معرفة تفاصيل حياتك الشخصية، وأولئك الذين لا يحتاجون، يمكن أن يعتمد هذا على طبيعة العلاقة ومستوى الثقة.

- في حالة الشك، استخدم الحكمة والتقدير لتقرير متى ومع من تشارك معلوماتك، الاستخارة قد تكون مفيدة هنا لطلب الهداية من الله في اتخاذ القرارات.

- في موقفك مع صديقك والمشروع المتعلق بالترويج لحساب بنكي، يمكن أن تقوم بمشاركة نجاحك في الحصول على التأشيرة عندما تشعر أن الوقت مناسب، ويمكن أن يفيد هذا الإعلان المشروع أو علاقتك بصديقك.

- حاول أن تكون واضحًا وصريحًا بشأن نواياك، وأسباب تأخير مشاركة المعلومات؛ مما يساعد في تجنب سوء الفهم والمحافظة على الثقة بينكما.

في الختام: الحفاظ على التوازن بين الصراحة والخصوصية، يتطلب حكمة وفهمًا لطبيعة العلاقات الإنسانية، ودائمًا ما يكون الدعاء والتوكل على الله مهمين في هذه العملية (ومن يتوكل على الله فهو حسبه).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً