الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يخيرني بين قبول أولاده أو الانفصال، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تزوجت للمرة الثانية من أرمل معه أولاد، وكان شرطي أن نعيش منفصلين، أي أن يأتيني آخر الأسبوع فقط، لكي لا أؤثر على علاقته مع أبنائه، وإن حدث وعشنا بجانب بعضنا فهذا ممكن، ولكن بشرط أن يكون لي منزل منفصل.

عمري 50 سنة، تزوجت منذ 3 أعوام وأنا لا أنجب، وكان السبب في زواجي هو أن يكون لي أنيس عند كبر سني وانقطاع عمري، والآن ومنذ شهر أكتوبر وزوجي يطلب مني أن يحضر أولاده للمنزل، ولم يترك لي اختيار، إما هذا أو الانفصال، وأعطاني مهري لكي أكون مطمئنة، ووعدني إذا لم يعجبني الوضع أن نعود لسابق عهدنا، فوافقت على مضض، وعنده 2 بنات، واحدة في الكلية، والثانية في الثانوية، وولد صغير، علاقتي بالولد طيبة، ولكن بالبنات غير طيبة تمامًا، وعلاقتي بزوجي ساءت جدًا.

ماذا أفعل؟ هل أنفصل أفضل لي، أم أصبر مع سوء العشرة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن الاستمرار في هذه الحياة هو الأفضل، وأن الإنسان يُؤجر على صبره وُحسن معاشرته، فقومي بما عليك من الواجبات، واحتملي ما يحصل من البُنيّات، فإن الغيرة متوقعة من بناتنا في مثل هذه المرحلة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على تجاوز الصعاب، واجتهدي دائمًا في التعايش مع الوضع؛ لأن الأسباب التي حصل لأجلها الزواج لا تزال قائمة، بل أنت بحاجة أيضًا إلى هذا الأنس.

إذا كان الوالد علاقته بك جيدة فنسأل الله أن يُصلح العلاقة مع البُنيّات أيضًا، ونتمنّى أيضًا أن تُدركي وتتذكّري أن العلاقة الزوجية طاعة لربّ البريّة، وإساءة الزوج لا تُبيح لك الإساءة، فقومي بما عليك من الواجبات، واجتهدي في رضا رب الأرض والسماوات، وتفاهمي مع هذا الزوج بحيث يفصل بين الأمور ويزيل أسباب الاحتكاك مع البنات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك لما يُحبُّ ربُّنا ويرضى.

وأرجو أن تتذكّري المشاعر النبيلة التي بدأت بها، وأنك لا تريدين أن تُؤثري على علاقته مع أبنائه، وهذا أمرٌ تُشكرين عليه، ونتمنَّى أن تستمر هذه القيم النبيلة والمعاني الجميلة، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً