الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم أخذ الأجهزة التي سيتم التخلص منها من دون إذن المسؤول

السؤال

أنا طالب في ألمانيا، وأعمل في شركة للتكنولوجيا، الشركة تقوم باستبدال الأجهزة التقنية لكل العاملين هناك؛ لأنها أصبحت قديمة (لكن أغلب الأجهزة تعمل)، فيقومون بالتبرع بهذه الأجهزة القديمة تحت مسمى مخلفات إلكترونية، وأي شخص يطلب أيا من هذه الأجهزة يستطيع الحصول عليها.
وبالفعل طلبت من المدير مرتين من هذه الأجهزة، وأخبرني أنني أستطيع أخذها؛ لأن هذه مخلفات إلكترونية. حاليا أنا أصبحت مشرفا بأحد الأقسام التي تقوم بإزالة الأجهزة التي يجب التخلص منها، والتبرع بها، وفي الأسبوع الماضي رغبت بأخذ جهاز من هذه الأجهزة، لكني لم آخذه خشية أن يكون مالا حراما، لذلك سؤالي هو، هل يمكنني الأخذ من هذه الأجهزة من دون أن أسال أحدا، وخصوصا أن هذه الأجهزة سيتم التخلص منها، وتذهب للتبرع؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما سيتم التخلص منه، لا حرج في أخذه دون إذن؛ لأن ما يتركه الناس رغبة عنه يباح أخذه، وامتلاكه.

قال ابن قدامة في المغني: كل مباح مثل الحشيش، والحطب، والثمار المأخوذة من الجبال، وما ينبذه الناس رغبة عنه .. من سبق إلى شيء من هذا، فهو أحق به، ولا يحتاج إلى إذن الإمام، ولا إذن غيره؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم، فهو أحق به. اهـ.

وقال أبو البركات ابن تيمية في المحرر: يملك بالأخذ ما ينبذه الناس رغبة عنه. اهـ.

وراجع في ذلك الفتوى: 380897. وأما ما سيتم التبرع به، فلا يكون مما رغب عنه صاحبه، أو نبذه، وبالتالي يحتاج إلى إذنه، إلا إن كان أعطى إذنا عاما للعاملين في الشركة بأن من يريد شيئا منها يمكنه أخذه دون إذن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني