3925 - كتمتك هما بالجمومين ساهرا وهمين هما مستكنا وظاهرا أحاديث نفس تشتكي ما بربها
وورد هموم لن يجدن مصادرا
أي : كتمتك أحاديث نفس وهمين ، فقدم المعطوف على المعطوف عليه ، ومحله الشعر .
قوله : أن يقول ربي أي : كراهة أن يقول أو لأن يقول . والعامة على ضم عين " رجل " وهي الفصحى . والأعمش وعبد الوارث على تسكينها ، وهي لغة تميم ونجد . وقال : " ولك أن تقدر مضافا محذوفا أي : وقت أن يقول . والمعنى : أتقتلونه ساعة سمعتم منه هذا القول من غير روية ولا فكر " . وهذا الذي أجازه رده الشيخ : بأن تقدير هذا الوقت لا يجوز إلا مع [ ص: 473 ] المصدر المصرح به تقول : جئتك صياح الديك أي : وقت صياحه ، ولو قلت : أجيئك أن صاح الديك ، أو أن يصيح ، لم يصح . نص عليه النحويون . الزمخشري
قوله : " وقد جاءكم " جملة حالية يجوز أن تكون من المفعول . فإن قيل : هو نكرة . فالجواب : أنه في حيز الاستفهام وكل ما سوغ الابتداء بالنكرة سوغ انتصاب الحال عنها . ويجوز أن يكون حالا من الفاعل .
قوله : بعض الذي يعدكم " بعض " على بابها ، وإنما قال ذلك ليهضم موسى عليه السلام بعض حقه في ظاهر الكلام ، فيريهم أنه ليس بكلام من أعطاه حقه وافيا فضلا أن يتعصب له ، قاله الزمخشري . وهذا أحسن من قول غيره : إنها بمعنى كل ، وأنشدوا قول لبيد :
3926 - تراك أمكنة إذا لم يرضها أو يرتبط بعض النفوس حمامها
وأنشدوا قول عمرو بن شييم :
3927 - قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل
وقول الآخر :
3928 - إن الأمور إذا الأحداث دبرها دون الشيوخ ترى في بعضها خللا
كان أجفى من أن يفقه ما أقول له
" .قلت : ومسألة المازني معه أن قال أبا عبيدة للمازني : " ما أكذب النحويين ! ! يقولون : هاء التأنيث لا تدخل على ألف التأنيث وأن الألف في " علقى " ملحقة . قال : فقلت له : وما أنكرت من ذلك ؟ فقال : سمعت ينشد : رؤبة
3929 - ينحط في علقى وفي مكور
فلم ينونها . فقلت : ما واحد علقى ؟ قال : علقاة . قال المازني : فامتنعت ولم أفسر له لأنه كان أغلظ من أن يفهم مثل هذا " قلت : وإنما استغلظه المازني ; لأن الألف التي للإلحاق تدخل عليها تاء التأنيث دالة على الوحدة فيقال : أرطى وأرطاة ، وإنما الممتنع دخولها على ألف التأنيث نحو : دعوى وصرعى . وأما عدم تنوين " علقى " فلأنه سمى بها شيئا بعينه [ ص: 475 ] [وألف الإلحاق المقصورة حال العلمية تجري مجرى تاء التأنيث فيمتنع الاسم الذي هي فيه ، كما تمتنع فاطمة . وتنصرف قائمة ] .