4047 - يرجي المرء ما إن لا يراه وتعرض دون أدناه الخطوب
والثالث : - وهو الصحيح - أنها نافية بمعنى : مكناهم في الذي ما مكناكم فيه من القوة والبسطة وسعة الأرزاق . ويدل له قوله تعالى في مواضع : كانوا أشد منهم قوة وأمثاله . وإنما عدل عن لفظ " ما " النافية إلى " إن " كراهية لاجتماع متماثلين لفظا . قال : " وقد أغث الزمخشري أبو الطيب في قوله :
4048 - لعمرك ما ما بان منك لضارب ... ... ... ...
وما ضره لو اقتدى بعذوبة لفظ التنزيل فقال : " ما إن بان منك " .
قوله : " فما أغنى " يجوز أن تكون " ما " نفيا ، وهو الظاهر أو استفهاما للتقرير . واستبعده الشيخ لأجل قوله : " من شيء " قال : " إذ يصير التقدير : [ ص: 677 ] أي شيء أغنى عنهم من شيء ، فزاد " من " في الواجب ، وهو لا يجوز على الصحيح " . قلت : قالوا تجوز زيادتها في غير الموجب وفسروا غير الموجب بالنفي والنهي والاستفهام ، وهذا استفهام .
قوله : " إذ كانوا " معمول لـ " أغنى " وهي مشربة معنى التعليل أي : لأنهم كانوا يجحدون .