الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد خطبة امرأة صالحة لكن لديها مرض الغدد، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعرف أختاً مطلقة على دين وخلق، ونصيب من العلم، وهي إنسانة مجتهدة، فيها من الصفات الجميلة ما يناسبني، وكلما تقدم لخطبتها أحد ردته لدينه وخلقه، رغم بلوغها 28 سنة.

في الحقيقة أصبحت أحبها وأرغب في الزواج منها، لكني متردد بسبب ما عندها من عقد في الغدة الدرقية وكيس واحد.

قال لها الطبيب: إن التحاليل سليمة، والحمد لله، لكن عليها عمل مراقبة كل ستة أشهر، وتمارس حياتها بشكل طبيعي، لكن في بعض الأحيان تشعر بالألم ليومين أو ثلاثة، خصوصاً عند القلق والتوتر.

أريد رأي الأطباء في هذا الموضوع، لأني أخاف إن تزوجتها أن يتطور المرض وتتدهور صحتها، وتقل خصوبتها.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابو هلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبعد:

أخي: دعك من هذا السؤال، وأجبنا على عدة أسئلة:

1- هل الفتاة من حيث الدين والخلق مناسبة لك؟
2- هل الفتاة من حيث الجمال رائقة لك؟
3- هل الطباع متوافقة معك إلى حد معتدل؟

إن كانت الإجابات نعم فإننا ننصحك بما يلي:

1- التقدم لها بالخطبة بعد الاستخارة والاستشارة، فنحن في زمن قل فيه أهل الالتزام، والفتاة كما ذكرت مرغوبة ولا تقبل الخطاب لتدينها، فأعنها على الطاعة لله، ما دامت في مجمل صفاتها جيدة بالنسبة لك.

2- لا تسألها عن مرضها ولا تحاول إحراجها أو تشعرها أنك متردد لأجل ذلك؛ فإن هذا قد يحجبها عنك أو عن القبول بك.

3- الأمراض ابتلاءات، وقد تتزوج الصحيحة اليوم لتكتشف بعد أيام أنها مريضة بأمراض لا تعرف عنها شيئاً، وقد يكون المرء اليوم صحيحاً وغداً مريضاً، فلا يوقفك هذا الأمر ما دام المرض غير معد، ولا يعوق حياتك الطبيعية.

4- إن رابك من مسألة الغدة شيء أو غير ذلك فيمكنك أخذها لطبيبة مختصة بغرض مساعدتها، وإعانتها على التداوي أولاً، ثم ستظهر لك المسألة بجذورها، وأما مسألة التحاليل كل ستة أشهر؛ فهذا أمر طبيعي للأصحاء، ولا يدل على تدهور في الغدد أو تحسن، فهذه أمور بيد الله عز وجل.

نحن نحرضك على الزواج بمن هذا دينها إن كانت في عينك جميلة وذات خلق، ولا تقدم على ذلك إلا بعد الاستخارة، وما بعد الاستخارة لا شك أنه الخير.

وفقك الله ورعاك وكتب أجرك، وأصلح أمرك.
__________
انتهت إجابة د. أحمد المحمدي...المستشار التربوي.
وتلبها إجابة د. منصورة فواز سالم...طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة.
___________

أمراض الغدة الدرقية تنحصر بين الكسل في الوظائف أو النشاط الزائد، أو العقد، وغالبًا ما تكون عقيدات الغدة الدرقية حميدة، وغير سرطانية، وقد يكون بعضها مكوّناً من أكياس مليئة بالسوائل، ومتابعة العقد بالانتظار، ومعاودة الفحص لوظائف الغدة الدرقية TSH & FT4 والسونار.

علاج أمراض الغدة الدرقية سهل جداً، ومتاح، سواء علاج الكسل أو النشاط الزائد، أو حتى استئصال الغدة كاملة، إلا إذا تم اكتشاف ورم في الغدة دون قلق أو خوف، ويتم تناول هرمون ثيروكسين بديل لهرمون الغدة، وورم الغدة الدرقية من أكثر الأورام شفاء يصل إلى الشفاء الكامل.

السيدة -الحمد لله- لا تعاني من كسل، ولا من نشاط في الغدة، ولا من أورام خبيثة فيها العقيدات في الغدة لا علاج لها، وتتم بالمتابعة فقط بالسونار، وندعو الله لكم بالقبول والتوفيق.

وندعو الله لكم بالصحة والعافية والسلامة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً